
كانت الخيمة تضرب أطنابها في صحراء شاسعة، و كانت النجوم المبعثرة في السماء المعتمة كطلائع جيش تتلع بأعناقها و كأنها تسرق السمع لما يتسرب من حديث خافت داخل الخيمة تحجبه أكلّتها الضافية. كانت ألوان الحصير الذي نمّقته كفٌ صَناعٌ تغازل أضواء القناديل التي تسكب دموعها البيضاء في زوايا الخيمة و كأنها ترثي للقلبين المتنافرين، بعد عُمر من الصفاء و التآخي.