
يعد قطع الرباط الصلبي من الإصابات الخطيرة في كرة القدم بحكم أن صاحبها يحتاج لعملية معقدة تبعده عن الملاعب لموسم على الأقل ، ما يعني أن هناك سنة من العمر الاحترافي للاعب ستضيع هباء ومن الصعب أن يعود اللاعب على نفس الوتيرة الذي بدأ بها مشواره لعوامل عديدة من ضمنها تراكم الإصابة والتقدم في العمر .
وباتت ظاهرة الإصابة في الرباط الصلبي من أكثر الإصابات التي يتم الحديث عنها في موريتانيا حيث غيبت عدد من النجوم المتميزين في الدوري المحلي ومع المنتخب الوطني بعضهم لم يعد حتى الان لمكانته الطبيعية ومستواه المعهود في الملعب .
وانشطرت قلوب عشاق المنتخب الموريتاني الأسبوع الجاري عندما أصدر الاتحاد الكروي بيانا يتحدث عن إصابة صانع العاب المنتخب الأول حسن العيد في الرباط الصليبي خلال الودية الأخيرة ضد المنتخب الجزائري الأمر الذي سيجعل اللاعب خارج حسابات المدرب الفرنسي لمدة طويلة
تقى الله الدن
وعانا معظم اللاعبين الموريتانيين في السنوات الأخيرة من هذه الإصابة الصعبة ، على رأس هؤلاء النجم تقي الله الدن ، والحارس محمد صلاح الدين ، والمهاجم المختار سالم ، واللاعب يسلم المراكشي والمدافع أبوسي وغيرهم من اللاعبين الذين عانوا من شبح هذه الإصابة الخطيرة والمؤلمة .
انتشار هذه الظاهرة بين اللاعبين الموريتانيين يطرح الكثير من التساؤل حول أسبابها وكيفية تفاديها في المرحلة المقبلة لأن الجميع يتذكر تلك المعاناة التي تعرض لها مختار روني هداف الدوري الموريتاني 2017 طيلة الموسم الكروي قبل أن يتدخل اتحاد الكرة ويتولى علاجه في قطر
قد تكون النجيلة الصناعية من الأسباب المحتملة لتكاثر الظاهرة بحكم أنها مختلفة عن النجيلة الطبيعية لكن الإصابة التي تعرض لها النجم حسن العيد الأسبوع الماضي كانت خارج موريتانيا وعلى ملعب ذو عشب طبيعي ، فضلا عن كون اللاعب لم يلعب على الملاعب الوطنية منذ فترة طويلة
من الأسباب المحتملة كذلك غياب التكوين لدى اللاعبين نظرا لغياب مراكز التكوين و الأكاديميات الرياضية في البلاد ، وهذا يجعل اللاعبين يبدؤون مسيرتهم الرياضية باللعب العشوائي في الشوارع دون تكوين أو تأطير ، ومن النادر أن يتلقوا تأهيلا قبل مرحلة الشباب التي ينضمون فيها غالبا لأندية شبه محترفة .
قرموقو على اليمين
وهنا نتذكر أن بعض اللاعبين الذين كانوا قد احترفوا في السنوات الماضية أعادتهم فرقهم إلى أكادميات خاصة لمزيد من التكوين والتدريب ، كما حصل مع دومنيك دا سيلفا في أكاديمية صفاقس وقرموقا مع أكاديمية اتحاد الجزائر وحسن العيد وعالي عبيد مع أكاديمية ليفانتي
وهنا يبرز دور أكاديمية الاتحاد الموريتاني التي اطلقها قبل 4 أعوام وتضم عدد كبير من المواهب الكروية إضافة لكونها بدأت في تأطير بعض المكونين في المراكز الأخرى التي كانت موجودة في السابق وينقصها التكونين اللازم لتقوم بالدور المنوط بها في المستقبل .
الحارس محمد صلاح الدين
وإلى أن تصل هذه المشاريع لأهدافها المرجوة تبقى ظاهرة الإصابة في الرباط الصلبي إصابة مخيفة وكابوس يلاحق اللاعب الموريتاني ويحول دون تحقيق أحلامه كما حصل مع الحارس صلاح الدين عندما تعرض لهذه الإصابة في الليلة التي تمت فيها دعوته للمنتخب الوطني في بطولة أمم أفريقيا 2019